سفير المانيا بالقاهرة: المعاناة الإنسانية في غزة يجب أن تنتهي

سفير المانيا بالقاهرة ومحررة بوابة أخبار اليوم
سفير المانيا بالقاهرة ومحررة بوابة أخبار اليوم

مصر عنصر مهم للاستقرار بالمنطقة.

التجارة الثنائية مع مصر بلغ ٦,٨ مليار يورو عام ٢٠٢٣

مصر منذ وقت طويل هى مكان الأحلام للسائحين الألمان

  

تتسم العلاقات بين مصر والمانيا باستمرار التعاون المشترك والمتوازن على أساس الروابط التاريخية، والاحترام المتبادل، ولمزيد من التفاصيل عن العلاقات المصرية الألمانية كان لنا هذا الحوار مع  السفير الألماني بمصر  فرانك هارتمان

وإلى نص الحوار :

كيف تقيم العلاقات بين مصر وألمانيا؟

تجمع بين مصر وألمانيا شراكة مليئة بالثقة منذ عقود. ويعد التنوع هو ما يميز العلاقات الثنائية: فنحن لا نتبادل الآراء في الموضوعات السياسية فحسب ولكن نتشارك في العديد من المشاريع الناجحة والعلاقات الشخصية في مجالات المجتمع المدني والثقافة والاقتصاد والعلوم والتعاون التنموي.

يبهرني جدا عندما أرى عدد المصريين الذين يتعلمون اللغة الألمانية والاهتمام العميق بالعمل المشترك والتبادل من الطرفين.

ولذلك فأنا على يقين أن مصر وألمانيا سيستمرون في المستقبل في العمل معا في جميع المجالات.


ما هو موقف ألمانيا من الأحداث الأخيرة في غزة؟

نتفق على أن المعاناة الإنسانية في غزة يجب أن تنتهي في أسرع وقت ممكن وحماية المدنيين تعد المبدأ الأهم ويتعين وقف الخسائر المستمرة في الأرواح.

دعت ألمانيا إسرائيل لتجنب تصعيد العمليات القتالية في رفح على الحدود المصرية.  فاتساع القتال سيكون له تداعيات كارثية على الأفراد المكتظين في مساحة ضيقة الذين يصعب مباشرة رعايتهم الآن. لذلك يتعين علينا سويا التدخل من أجل تحقيق هدنة إنسانية وإيجاد طرق لرجوع العملية السياسية بهدف التوصل الى حل الدولتين.

تعد مصر أحد أهم شركاء ألمانيا السياسيين في المنطقة. ويتضح ذلك في ضوء التطورات الأخيرة بشكل كبير. فتعد مصر بالنظر الى الوضع في غزة وصراعات أخرى مثل ما يحدث في السودان وليبيا عنصر مهم للاستقرار. لذلك نحن في اتصال مستمر مع الحكومة المصرية لكي نستطيع سويا مع أطراف الجهات الدولية الوصول الى حلول سياسية ومساعدة الأفراد المتضررين. وحتى وإن اختلفت آرائنا السياسية بعض الشيء ولكننا متفقون على الأمور المحورية مثل المساعدات الإنسانية للمدنيين في غزة. فما يميز شراكتنا الوطيدة هو استمرار الحوار خصوصا في مثل هذه الاوقات.


هل من المتوقع تنظيم زيارات رفيعة المستوى بين البلدين  فى المستقبل القريب ؟

 

تعد الزيارات رفيعة المستوى العديدة في خلال الأسابيع الماضية تعبيرا مباشرا عن أهمية مصر بالنسبة لألمانيا وتقديرنا للجهود المصرية المبذولة للتوسط ولتوصيل المساعدات الإنسانية. وقد  قامت وزيرة الخارجية  الالمانية بزيارة مصر ثلاث مرات في خلال الأشهر الماضية. وفي الأسبوع الماضي قامت المبعوثة الخاصة الألمانية للمساعدات الإنسانية دايكا بوتزل  بزيارة مصر واجراء محادثات لتحسين الأوضاع الإنسانية في غزة. وأنا على يقين أن هناك وفود ألمانية أخرى قادمة من ألمانيا في خلال الفترة المقبلة. وقمنا بالترحيب بضيوف مصر في مؤتمر ميونخ للأمن الذي أقيم  في الفترة من ١٦ حتى ١٨ فبراير الحالى  لأن العمل السياسي المشترك يزدهر بالحوار والمناقشة.

 

 

ما هو حجم التجارة الثنائية والاستثمارات الألمانية في مصر؟

 

العلاقات المصرية الألمانية الاقتصادية تقليديا قوية حيث بلغ حجم التجارة الثنائية ٦,٨ مليار يورو عام ٢٠٢٣ ويعد ذلك مقارنة بالعام الماضي زيادة بنسبة ٢٥ %. فبالرغم من الوضع الاقتصادي الصعب الذي تشهده مصر في الآونة الأخيرة إلا أن الاستثمارات الألمانية المباشرة بلغت ٦٦٤ مليون يورو في عام ۲٠۲١ / ۲٠۲۲.

أيضا في العام الماضي كان هناك بعض الاستثمارات البارزة لشركات ألمانية كبيرة في مصر.

مازالت مصر لديها الكثير لتقدمه كونها واحدة من أكبر الاقتصاديات في أفريقيا وكموقع انتاج للتصدير لأفريقيا والشرق الأوسط ولا يزال هناك الكثير لدى مصر لتقدمه. ولكن للأسف تشكل التحديات الراهنة صعوبة على الشركات في اتخاذ قرارات استثمارية يمكن الاعتماد عليها. إذا تمكنت مصر من تخطي مشاكل السيولة، الحد من البيروقراطية وخلق مقومات جاذبة بشكل مستدام للقطاع الخاص فمن المؤكد أت هذا الأمر سوف يؤيد من تحفيز الشركات الألمانية للاستثمار في مصر.

 

هل عادت مؤشرات السياحة الألمانية كما كانت عليه في السابق؟


تعد مصر منذ وقت طويل بكل تنوعها مكان الأحلام للألمان. وذلك بالطبع يرجع الى الشواطئ والطبيعة وكرم الضيافة في مصر. ويرجع أيضا الى الحضارة المصرية القديمة التي يعود تاريخها إلى آلاف السنين.

وتعد مصر وستظل واحدة من أحب واجهات السفر للألمان. فعدد السائحين في ازدياد مستمر منذ عام ۲٠۲١ ورجعت أعداد السائحين تقريبا الى نفس الأعداد قبل جائحة كورونا.

بلغ عدد السائحين الألمان في العام الماضي ١،٥مليون سائح وأدت الحرب في غزة الى تراجع الأعداد بشكل بسيط ولكن عادت الأوضاع حاليا الى ما كانت عليه سابقا.